امل نحو القدس

زائر

على إحدى الحواجز في مدينة القدس الساعة السادسة صباحا في شهر أغسطس لعام 2003م :

وقف رجل عجوز شائب الرأس يسكن في قلبه الشباب الطموح وبجانبه ابنته الشابة سمراء اللون طويلة القامة
ملامحها ملامح الفتاة العربية الأصيلة عنيناها واسعتان تبرقان ببريق الأمل والتحدي أسندت والدها العجوز نحو كتفها حجابها الأزرق يعطيها جمالا رائعا .
وقفا مع الحشود التي تنتظر بان يسمح لها بالدخول ، كان الناس واقفين على دور كل ينتظر دوره ..
بعد ساعة من الانتظار جاء دور العجوز وابنته فرحا جدا لقد جاء الفرج بعد طول انتظار
همَ كلٌ منهما بإخراج بطاقته الخضرآء ليعرضها على الجندي لكن الجندي كان أسرع منهما
وقال : اكتفينا بهذا العدد لهذا اليوم هيا ارحلوا ..
خيم الصوت لوهلة ومن ثم تعالت صيحات الناس وعاد كل شخص إلى أدراجه يحمل القهر والحسرة بسبب
هذا الاحتلال الظالم ، لكن ليس باليد حيلة ..
: هيا ابنتي لنعد أدراجنا .. آسف لأنني لم أوف بوعدي
: لا عليك يا أبي .. هذا قدرنا بما أننا فلسطينيو الجنسية
: حسنا ، رحلة الذهاب كانت طويلة فلنسرع بالعودة إلى الخليل قبل غروب الشمس

بعد ساعة .. : نزل العجوز وابنته من الباص الذي ركباه أكثر من عشر مرات محاولين الدخول إلى المسجد الأقصى ..لكن لم يكتب لهم الدخول بعد
: هيا يا أبي لقد وصلنا .. ما رأيك بالذهاب إلى الحرم الابراهيمي قبل العودة للمنزل ..
: رأيك هو الصواب ..
بعد شهر من تلك الحادثة .. في الساعة العاشرة صباحا .. كانت في المطبخ تغسل الأطباق
: أمل ..أمل.. أمل..
تركت ما بين أيديها وأسرعت نحو الصالة وبيدها منشفة تنشف بها يديها المبتلتين
امل :ما بك يا أبي تصرخ ؟
والدها : الحمد لله يا أمل .. لقد أخرجت تصريحا جديدا للذهاب للمسجد الأقصى لعلها تكون هذه المرة فرجا
أمل بفرحة غامرة : هل أنت محق يا أبي ؟؟
والدها : نعم سنزور القدس بعد أن طال الفراق .. عشر سنوات
أمل : الحمد لله إنها فرجت وأخيرا سنصلي في المسجد الأقصى ولكن هل نستطيع زيارة أخي حسام هناك
والدها : نعم فلقد أخبرته لتوي وسينتظرنا هو وزوجتها
أمل : الحمد لله الحمد لله
والدها : الآن توكلي على الله واذهبي لتجهيز الحقائب سنغادر غدا إن شاء الله

في اليوم الثاني الساعة الثالثة صباحا ..

:هيا استيقظي يا ابنتي
أمل : قليلا يا أبي سأضع الحجاب وأوافيك
الساعة الرابعة كان جالسا في محطة الانتظار
بدا القلق يجتاح الراكبين فقد يبدو أن الباص قد تأخر لكن بعد دقائق وصل الباص وركب الركاب وانطلق نحو القدس
جلس على الكرسي واخرج من حقيبته مصحفا يرتل فيه بعض الآيات لعل الله يسهل لهم الطريق هذه المرة
أما أمل فجلست بجانب النافذة تنظر إلى المناظر الطبيعية الخلابة التي تمر من أمامها بسرعة وأشجار الزيتون الخضراء الصامدة الشامخة التي تأبى أن تقتلع من ارض العزة والكرامة ارض فلسطين الصمود
بعد ساعة نزل الركاب من الباص ومن وضمنهم العجوز وأمل
وككل مرة الانتظار هو سبيلهم للدخول
اما أمل مشاعرها تشتعل غضبا تحاول صبه في هؤلاء الجنود المتغطرسين
وتكن لهم كل الحقد والكراهية
فقد قتلوا والدتها أمام عينيها ووضعوا الحواجز بينها وبين أخاها فهي لم تره منذ ثلاث سنين
وبعد انتظار حان دورهما وكانت الآمال معلقة بين السماء و الأرض Exclamation

الجندي :بطاقتكم ؟اخرج كل منهما بطاقتهم و سلماها إليه
الجندي :احمد إسماعيل .. ادخل .. تعالت على وجهه ابتسامة والتفت نحو ابنته : الحمد لله
الجندي : أمل احمد إسماعيل .. عودي لا يمكنك الدخول
انقلبت الفرحة إلى الحزن فرد احمد عليه :لماذا ؟ لا استطيع تركها
الجندي : إنها ما زالت صغيره شابة إذن فهي إرهابية .. هيا عودي بلا مشاكل
ارتسمت على وجهها الابتسامة لم تفارقها وقالت لوالدها والعبرة تخنقها : أبي اذهب توكل على الله ولا تقلق بشأني
احمد : كيف أتركك لوحدك كيف؟
أمل : لم اعد تلك الفتاة الصغيرة التي تخشى عليها ..
ثم انسحبت من وراء الحاجز وألقت نظرة أخيرة على والدها ثم عادت تجر قدميها بصعوبة .. فألم الفراق والبعد يهزان جسدها لكن قالتها من قبل وستظل تؤمن بها
إنني فلسطينية وهذا قدري
عادت إلى المنزل بعد رحلة العودة الأليمة فتحت الباب وخطت قدمها المنزل لأول مرة وحيدة بدون أب أو أم أو أخ .. ستمضي ثلاثة أيام بدون رفقة والدها ستمضيها وحيدة بين أربع جدران
ألقت بالحقيبة على الطاولة وجلست بتهالك على المنضدة نظرت إلى الساعة ثم قامت نحو دورة المياه توضأت ثم فرشت سجادة صغيرة نحو القبلة ورفعت يديها وكبرت معلنة بدا الصلاة .. تلت القران بصوت خاشع باكي
يخرج من عمق الألم والجرح فألام جراحها أصعب من تبرى حتى مع مرور الزمن !
دعت الله بقلب خاشع وعيون دامعة وقلب منكسر وأيدي مرتجفة .. أن يفرج همها ويحقق أملها وينصرها و ينصر أهلها .. أنهت الصلاة وظلت جالسة على السجادة تنظر حولها بتأمل ثم عادت إلى التسبيح والاستغفار
مر يومان على عودة أمل إلى المنزل وكأنهما سنتان .. ثقيلتان بالنسبة لها .. كانت جالسة على الأريكة وفي يدها كتاب تقرا فيه .. كان الهدوء والصمت يعم المكان ولكن قطع صوت رنين الهاتف هذا الهدوء وقطع معه افكار أمل فأسرعت نحو الهاتف ورفعت السماعة
: السلام عليكم
أمل : وعليكم السلام
والدها : كيف حالك يا أمل حياتي
أمل : بخير يا أبي .. توقفت قليلا والعبرة تخنقها لم تستطع أن تكمل ثم انهارت بالبكاء
حزن والدها وشعر انه أخطا حينما تركها لوحدة
والدها : حبيبتي لم تبكين غدا سأكون بجانبك أرجوك لا تجعليني اندم على تركك وحدك
أمل : لا يا أبي لقد اشتقت لك فلم اعتد غيابك طويلا عن المنزل هذا كل ما في الأمر
والدها : حبيبتي لا عليك غدا سأكون بجانبك لا تقلقي
مسحت دموعها وعادت تتكلم بصوت مرح : وكيف أخي وزوجته وابنيهما بسمة وباسم
والدها : إنهم بخير وهم مشتاقون لك كثيرا .. بسمة وباسم رائعين لم أتوقع بان حفيداي بهذا الجمال والبراءة
أمل : أبي احضري لي صورة لهما أود أن أرى من جعلاني عمة ثم ضحك الاثنان
والدها : حسنا سأحضر لك ما تشائين هل لك من طلب أخر
أمل : لا لا أريد سوى عودتك سالما غانما
والدها : حسنا لدي مفاجئة لك
أمل : مفاجئة ؟!
والدها : نعم لقد اخرج تلك تصريح زيارة بعد أسبوع
أمل : لا تحاول يا أبي فسيرفضون ككل مرة
والدها : لا لن افقد الأمل .. كيف افقد الأمل .. ولدي أنت أنت يا أمل سيبقى أملي فيك فلا تفقديه
شعرت أمل بان والدها يرفع من معنوياتها وعادت الثقة إلى نفسها
أمل : لقد أسميتني أمل احمد لذا سأبقى أمل احمد وأمل فلسطين وأمل العودة ...

زائر

مشكوووووووووووووور برنس الحب على الموضوع

زائر

مشكوووووورة يا مون لايت على المرور

مشكوووووووووور مون كيز على الموضوع الحلو
بس على فكرة انا ما قريت الموضوع كلو
لانو طويل كتيييييييييير
ارجو منك تقليل طول المواضيع
وشكرا

» موضوع عن مدينة القدس